المصري مع معايبه و مناقصه إنسان صبور قانع بقليله، راض بنصيبه ، يستخسر النعمة في نفسة ، و لو راودته نفسه الامارة بالسوء بمقارفة سوءة التفكير في ابتكار جديد ، او حتى تقليد أحد الأفكار الجديدة التي قد لا تضر ولا تنفع أحدا ، فسيجد ألف لسان حكيم يقرعه و ينصحه بالابتعاد عن التفكير و التجديد ( إللي تعرفه أحسن من إللي ما تعرفوش) ( ما تعيش عيشة أهلك )( من فات قديمه تاه) ، وغيرها من الحكم السديدة النافعة التي تكبله في الماضى السعيد و أيام الفن الجميل .
و المصري كنوع من الأصالة و حفاظا على مبدأ ( أحب لأخيك ما تحب لنفسك ) يستخسر الخير في أخيه المصري ، فسائق التاكسي أو الميكروباص عندما تستوقفه يقف لك على بعد 20 أو 30 مترا كنوع من استكثار الراحة على الراكب ( مش كفاية ها تركب ؟؟!! )، و الطبيب عندما يكتب الروشته يكتبها دون اعتناء و بخط رديء لا يقرأ ، و لا يعنيه إن تشابه اسم الدواء المطلوب باسم آخر و كأنه يقول (مش كفاية باعالجكم يا أولاد ال*** ) ، نفس السائق أو الطبيب تجده يتصرف بأسلوب آخر تماما عندما يسعده الحظ و يستوقفه سائح أو يزوره في العيادة خواجه.
و نظرا لإيمان المصري المتأصل في النغاع بأنه لا يستحق النعمة ، فقد تنبه التجار الأذكياء لهذه الحقيقة ، و أجادو استخدامها في مخاطبة وجدان الزبون الذي لا يصدق أنه يستحق منتجا جيدا ، و كتبوا على أي منتج يريدوا الإشارة و لو كذبا إلى جودته ( بواقي تصدير ) ، و حتى حكومتنا الذكية عندما تطالب سكان المحروسة بالإلتزام بقواعد المرور ، فذلك ليس حفاظا على و قت و أرواح المصريين و لكن ( للحفاظ على المظهر الحضاري للعاصمة أمام السائحين ) ، و جهاز شئون البيئة أو وزارة البيئة تدعو للنظافة ليس لأنها من الإيمان أو لصحتنا و أبنائنا ،و لكن حتى نكون حلوين في عين الخواجة
Leave a comment